في الواقع هناك مجموعة من الهرمونات والنواقل العصبية الكيميائية المسؤولة عن شعورنا بالسعادة، أهمها: السيروتونين، والاندروفين، والدوبامين، والأوكسيتوسين.
السيروتونين (Serotonin)
وهو ناقل عصبي يسهم في عملية نقل السيالات العصبية، يتم إنتاجه في الدماغ بشكل رئيسي، واكتشف مؤخراً قدرة بكتيريا الأمعاء على إنتاجه، وهو المفتاح الرئيسي في العديد من عمليات الجسم، أهمها:
- تغيير المزاج وتلقّي الألم.
- بعض مهام الجهاز الهضمي وأحاسيسه، مثل: الجوع والشبع.
- يسهم في تقلّبات المزاج؛ فإنّ للسيروتونين دور كبير في إحداث الاكتئاب وبعض الأمراض النفسية الأخرى.
- كيف يؤثر السيروتونين على الجسم؟
في الواقع لا يقتصر تأثير السيروتونين على الجسم فقط، بل يؤثر أيضاً على العواطف وعلى المهارات الحركية.
- ومن وظائف هرمون السيروتونين :(A38)
- حركة الأمعاء: يتواجد هرمون السيروتونين في معدة الإنسان و أمعائه، لذا فهو يساعد على التحكم في حركة الأمعاء ووظائفها وتنظيمها.
- المزاج: يعتقد أن السيروتونين كناقل عصبي يتحكم في القلق والسعادة والحالة المزاجية العامة، بينما يرتبط انخفاضه بالاكتئاب، وأما ارتفاعه فيساهم في زيادة الشعور بالإثارة والحماس.
- الغثيان: يعمل السيروتونين جزئيًا على إحداث الشعور بالغثيان، فهو يساعد في طرح الأطعمة المزعجة للجهاز الهضمي بسرعة أكبر.
- النوم: يقوم السيروتونين بتنبيه أجزاء الدماغ التي تسيطر على النوم واليقظة، فالنوم واليقظة يعتمدان على مكان التنبيه في الدماغ ومستقبلات السيروتونين المستخدمة.
- تخثر الدم: تعمل صفائح الدم على تخثر الجروح وشفائها؛ من خلال إطلاق مادة السيروتونين، التي تقوم بدورها في تضييق الشرايين الدقيقة، ما يساعد على حدوث جلطات دموية محلية؛ وبالتالي تخثر الجروح.
- قوة وصحة العظام: الارتفاع في مستوى السيروتونين في الجسم من شأنه أن يزيد احتمال الإصابة بهشاشة العظام، ما يجعل العظام أضعف وأكثر ميلاً للكسور، وبالتالي يصعب تجبيرها.
- الأداء الجنسي: ترتبط زيادة مستوى السيروتونين في الجسم فوق الحد الطبيعي؛ مع انخفاض الرغبة الجنسية.
أعراض نقص هرمون السيروتونين
المعدل الطبيعي لمستويات السيروتونين في الدم هو 50-200 نانوغرام في الملليلتر الواحد من الدم (ng/ml).
و بالطبع قد يكون هناك اختلاف طفيف بالقيم حين يتعلق الأمر بطريقة القياس التي يعتمدها المختبر الطبي. (A40)
لم يتم فهم الآلية الرئيسة التي تظهر فيها أعراض نقص السيروتونين، ولكن هذه الأعراض تنقسم بين نفسية وجسدي، والأعراض النفسية لنقص السيروتونين هي:(ِA39)
- انخفاض الفعالية الجسدية والطاقة للقيام بالوظائف اليومية.
- القلق.
- الاكتئاب وانخفاض الحماس.
- العنف.
- الأرق.
- انخفاض الثقة بالذات.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- ضعف الشهية.
- الذاكرة الضعيفة.
أطعمة تزيد من هرمون السيروتونين
يُصنّع الجسم السيروتونين من مادة التربتوفان، ولذلك يمكن للفرد أن يتناول بعض الأغذية الغنية بمركب التربتوفان لزيادة مستوى السيروتونين في الجسم، فمن الأطعمة التي ترفع من نسبة السيروتونين ما يأتي:(A41)
- البيض: يمكن للبروتين الموجود في البيض أن يرفع كثيرًا من نسبة التريبتوفان في الدم.
- الجبنة: تعد الجبنة مصدراً غنياً بالتريبتوفان.
- الأناناس: يحتوي الأناناس على كمية كبيرة من البروميلين، وهو بروتين يساهم أيضًا في تخفيف الأعراض الجانبية للعلاجات السرطانية.
- التوفو: منتجات الصويا بشكل عام غنية بالتريبتوفان، حيث يمكن تعويض أي بروتين تقريبًا؛ من خلال وضعها ضمن الوجبات الغذائية.
- سمك السلمون: يحتوي السلمون على عناصر غذائية تسهم في تحسين توازن الكوليسترول وضغط الدم، وتلعب دورًا في تحسين نسبة السيروتونين.
- المكسّرات والبذور: جميع المسكرات والبذور تحتوي على التريبتوفان، كما يمكن أن تسهم في الوقاية من الأمراض القلبية والتنفسية، وبعض السرطانات.
- الديك الرومي: يحتوي لحم الديك الرومي على كمية كبيرة من التريبتوفان.
الدوبامين (Dopamine)
يعرف هرمون الدوبامين بكونه ناقلًا عصبيًا؛ وهو مادة كيميائية تصنع بواسطة الخلايا العصبية، ويشارك الدوبامين في:
- إرسال الإشارات والرسائل بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم.
- المركب المسؤول عن الشعور بالمكافأة.
- يتم إفرازه بعد أي تصرف أو عمل يُنجزه الإنسان ويشعر بعده باللذة والرضا مكافأة لما أنجزه.(A42)
يسمى هذا الهرمون أيضا بهرمون التحفيز والنجاح، أو هرمون المكافأة، بحيث يحفز الإنسان على القيام بالخطوات الجريئة، ويعطيه شعور الحماس.
- دور الدوبامين في الجسم:
يلعب الدوبامين دوراً مهمّاً في العديد من المسارات في الجسم. ويتجلّى تأثيره واضحاً في مجموعةٍ من أجهزة الجسم؛ بما في ذلك الحركة، والنّوم، والتعلّم، والحالة المزاجيّة، والذاكرة، والانتباه.ِ(A43)
- أعراض انخفاض الدوبامين في الجسم:
تعتمد أعراض نقص الدوبامين على السّبب الكامن وراء حدوث هذه الحالة، ومن الممكن لذلك أن يؤثر على الصحة والأنشطة الحياتية للشخص،
وتختلف الأعراض باختلاف المناطق التي ينخفض ضمنها تركيز الدوبامين أو نشاطه في الدماغِ، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:(ِA44)
- تشنّجات العضلات أو الارتعاش.
- الأوجاع والآلام.
- تصلّب العضلات.
- فقدان القدرة على التوازن.
- الإمساك.
- صعوبة في الأكل والبلع.
- فقدان الوزن أو زيادته.
- الالتهاب الرئوي المُتكرر.
- اضطرابات النّوم.
- انخفاض الطّاقة.
- الأفكار الانتحارية أو التفكير بإيذاء الذات.
- انخفاض الرغبة الجنسيّة.
- الهلوسة.
- الأوهام.
- الضعف في القدرات الذهنية.
- التحرّك أو التحدّث بُبطء أكثر من المُعتاد.
- الأمراض التي يسببها انخفاض الدوبامين:
إنّ انخفاض مستوى هرمون الدوبامين يؤثر على عدّة وظائف جسديّة،ومن أبرز الأمراض التي تنتج عن انخفاض ونقص مستوى هرمون الدوبامين ما يأتي:(A45)
- الإصابة بالاكتئاب.
- مرض الفصام .
- مرض الذهان .
- مرض باركنسون .
نصائح لتعديل مستويات الدوبامين
في الواقع، أهم خطوة لتعديل مستويات الدوبامين هي معرفة السبب وراء انخفاض نسبته، ويمكن اتباع الإرشادات التالية:(A45)
- النوم الجيد؛ وذلك بالقيام بتمارين الاسترخاء قبل النوم.
- محاولة التقليل من الوزن وتجنب السمنة، وذلك باتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية والتأمل.
- محاولة التفكير بالأمور الإيجابية والإنجازات الجيدة في حياة الشخص.
- استشارة الطبيب لتناول أدوية مضادة للاكتئاب.
- الاستماع إلى الموسيقى؛ للموسيقى تأثير إيجابي على الدماغ، كما من شأنها أن تحفز عملية إفراز الدوبامين،
الإندورفين (Endorphin)
هرمون الإندورفين هو مادة كيميائية تفرز من الغدة النخامية وغدة تحت المهاد، كما يعد الإندورفين ناقلاً عصباً، وهرموناً في آنٍ واحد. (A48)
- خصائص هرمون الإندورفين في الجسم:
- ينقل الإشارات العصبية للدماغ والجهاز العصبي.
- هناك أكثر من 20 نوعًا من الإندورفين في الجسم، ويتم إنتاجها من قبل الجهاز العصبي المركزي، والغدة النخامية.
- ارتباط الإندورفين بمستقبلات الألم في الدماغ، يجعله قادراً على تقليل الألم، وزيادة الشعور بالمتعة والسعادة، وعادةً ما يفرزه الجسم كرد فعل على الألم أو التوتر، ولكن يمكن أن يفرزه أثناء ممارسة الرياضة أو تناول الطعام أيضاً.(A49)
- طرق لزيادة هرمون الإندورفين طبيعيًا
يمكن زيادة هرمون الإندورفين من دون أدوية من خلال الطرق التالية:
- تناول الشوكولاتة
ترفع الشوكولاتة من مستوى الإندورفين، وخاصةً الشوكولاتة التي تحتوي على نسبة 70% أو أكثر من الكاكاو.
- ممارسة الرياضة
تحفز الرياضة إفراز الإندورفين، وتحسن المزاج، وينصح الأطباء بممارسة الرياضة للأشخاص المصابين بالاكتئاب الخفيف والمتوسط، إضافةً إلى المصابين بالقلق.
- الضحك.
- النشاط الجنسي.
- تناول الأكل الحار والتوابل
عند أكل الفلفل الحار على سبيل المثال يستقبل الدماغ الحرارة على شكل ألم ويفرز الإندورفين، ولكن الإكثار من الأكل الحار يؤذي المعدة.
- تدليك العضلات.
- ممارسة رياضة التأمل.
- التعرض للهواء وأشعة الشمس
يعد قضاء الوقت في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، واحداً من أفضل الطرق التي تساعد في رفع هرمون السعادة وتحسين المزاج والشعور بالفرح، لأن أشعة الشمس تؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون السيروتونين ورفع مستوى الإندورفين.
الأوكسيتوسين(Oxytocin)
ويُطلق عليه اسم هرمون الحب، يُفرز من الجزء الخلفيّ من الغدّة النخاميّة وهي جزء صغير يتواجد في قاعدة الدماغ، وعادةً ما تكون نسبته أعلى لدى الإناث عمومًا، كما أنه يلعب دوراً في الوظائف التناسلية الأنثوية، من النشاط الجنسي إلى الولادة والرضاعة الطبيعية.(A50)
- متى تزداد نسبة هرمون الأوكسيتوسين؟
هناك حالات وأوقات معينة يتم فيها إنتاج نسب عالية من هرمون الأوكسيتوسين، مثل:
- لمس الحلمتين.
- الولادة؛ إذ يساعد الأوكسيتوسين على تحفيز انقباض عضلات الرحم.
- فترة الرضاعة؛ إذ يحفز هرمون الأوكسيتوسين إفراز حليب الثدي.
- العناق، والنشوة الجنسية.
- استعمالات الأوكسيتوسين الطبية
بسبب فوائد هرمون الحب وتأثيراته الإيجابية العديدة؛ فقد ظهرت عدة استخدامات له كدواء، وهذه أهمها:
- استعماله كحقنة دوائية لتخفيف آلام المخاض والولادة.
- تخفيف النزيف الحاصل بعد الولادة أو الإجهاض.
- علاج مفيد بشكل خاص للأطفال المصابين بالتوحد.(A51)
- علاج اكتئاب ما بعد الولادة وعلاج القلق.
- تسريع شفاء الجروح.
ما العلاقة بين هرمون الدوبامين (Dopamine) والسيروتونين (Serotonin)و الأوكسيتوسين(Oxytocin)؟
يطلق على هذه الهرمونات الدوبامين، والسيروتونين، والأوكسيتوسين مصطلح هرمونات السعادة. لأن شعور الإنسان بالسعادة لن يجعله يشعر بشعور أفضل تجاه الحياة فحسب، بل سيمتد ليترك تأثيرات إيجابية في صحته النفسية والجسمية، كما أنّ الأشخاص السُعداء يميلون إلى الالتزام بنظام حياة صحي ورياضي، وعادات نوم صحية؛ والتي من شأنها تعزيز التركيز والإنتاجية والحفاظ على وزن صحي للفرد.