الإصابة بداء السكري تعني وجود مجموعة من الأمراض التي تؤثر على استخدام الجسم للجلوكوز، ونظرًا لأهمية الجلوكوز كمصدر للطاقة في الخلايا العضلية والأنسجة فإن أي خلل يمنع استهلاكه بالشكل الصحيح يؤدي إلى ضعف عام في الجسم، ويمكن قياس ذلك بفحوصات مخبرية عديدة.
ويشار إلى أنّ معدل انتشار مرض السكري ارتفع بسرعة أكبر في البلدان ذات الدخل المتوسط إلى المُعتدل،(A53) ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة علم الغدد الصماء والأيض السريري ( The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism) عام 2016 فإنّ معدل إصابة الذكور بمرض السّكري أعلى من معدل إصابة الإناث.(A54)
أنواع مرض السكري الثلاثة
في الحقيقة هناك ثلاثة أنواع أساسية لمرض السكري يمكن توضيحها كما يأتي:(A55)
- مرض السكري من النوع الأول(Type 1 Diabetes)
ينجم هذا النوع عن خلل مناعي ذاتي بحيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسؤولة عن صنع الأنسولين، و المصابون بهذا النوع يحتاجون إلى تلقي الأنسولين المُصنّع طوال حياتهم، و غالباً ما يُصيب هذا الداء الأطفال والبالغين على حد سواء.
- مرض السكري من النوع الثاني(Type 2 Diabetes)
يتمثل هذا النوع بمشكلتين رئيسيتين؛ المشكلة الأولى تكمن في عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم حركة السكر إلى الخلايا، أما المشكلة الأخرى فهي أن الخلايا لا تستجيب لهرمون الأنسولين على النحو الصحيح وبالتالي تمتص كمية قليلة من السكر، يعتمد علاج هذا النوع على تناول أدوية الأنسولين عبر الفم وقد يتطور مع الوقت بحيث يصبح الشخص بحاجة إلى أخذ حقن الأنسولين.(A66)
- سكري الحمل( Gestational Diabetes)
تؤدي الهرمونات ذات التأثير العكسي للأنسولين التي تنتجها المشيمة، إلى التسبب بمرض سكري الحمل مما يؤدي إلى زيادة سكر الدم أثناء فترة الحمل عند بعض النساء.
أعراض الإصابة بمرض السكر
هناك بعض الأعراض والعلامات المبكرة التي قد تظهر على المصابين بمرض السكري، أو تظهر نتيجة تفاقم الحالة، منها:(A56)
- كثرة التبول وزيادة خطر الإصابة بالجفاف.
- زيادة الشعور بالعطش.
- فقدان الوزن في حالات انخفاض الأنسولين؛ أي في حال الإصابة بالسكري من النوع الأول.
- حدوث عدم وضوح في الرؤية.
- الشعور بالخدر أو الوخز في اليدين أو القدمين.
- الغثيان والتقيؤ في الحالات التي لم تُعالج من السكري.
- الشعور بالتعب والإعياء العام.
- كثرة التعرّض للعدوى ( Infections).
- بطء في عملية التئام الجروح.
عوامل تزيد احتمال الإصابة بداء السكري
السبب الرئيسي وراء الإصابة بالسكري ليس معروفاً بالتحديد، في حين تلعب بعض العوامل دورًا في زيادة خطر الإصابة، وهي كما يأتي:(A62
- عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول
على الرغم من أنَّ سبب حدوثه غير معروف، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي: (A63)
- العوامل الوراثية؛ تزيد مخاطر الإصابة لديك إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا بداء السُّكَّري من النوع الأول.
- العوامل البيئية؛ فمن المحتمل أن يكون للتعرض لبعض الظروف؛ دور في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، كالتعرض للأمراض الفيروسية.
- الأجسام مضادة ضد خلايا الجسم ( Autoantibody)؛ وهي أجسام مناعية تعمل على تدمير الخلايا، و وجودها يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، إلا أنَّ ذلك لا يعني بالضرورة إصابة كل شخص يمتلك هذه الخلايا بالسكري، إذ يتم فحص أفراد العائلات التي يعاني بعض أفرادها من النوع الأول من مرض السكري في بعض الأحيان للتأكد من وجود هذه الخلايا.
- عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
وتختلف عوامل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني عن النوع الأول، وهذه العوامل هي (A64) :
- العمر؛ إذ يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مع التقدم في العمر، إذ أنّه ومع التقدم في العمر يميل الفرد إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى زيادة الوزن، وخسارة جزء من الكتلة العضلية.
- ارتفاع ضغط الدم؛ يرتبط ارتفاع ضغط الدم بمستوى يزيد عن 140/90 ملليمتر زئبقي بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- قلة النشاط (الخمول)؛ يساعد النشاط البدني في السيطرة على الوزن؛ حيث يستفيد الجسم من الغلوكوز على هيئة طاقة بشكل أكبر، ويجعل خلاياك أكثر استجابةً للأنسولين، لذا فالخمول سيقلل من استفادة الجسم من الأنسولين.
- العِرق؛ فالأفارقة والآسيويين والإسبان هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني.(A65)
- الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات( Polycystic ovary syndrome)؛ يزداد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى النساء المصابات بهذه المتلازمة، وتحدث نتيجة اضطراب مستويات الهرمونات في جسم المرأة، مما يؤدي إلى تكون الأكياس على المبيض.
- التاريخ العائلي؛ يزداد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني عند الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالسكري، لذلك من الضروري إخبار الطبيب في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض السكري.
- التدخين وشرب الكحول.
تشخيص مرض السكري
عند ظهور أعراض السكري واشتباه الإصابة به، يتم عمل العديد من الفحوصات لتأكيد الإصابة وتحديد نوع السكري لدى المريض، وأهم الفحوصات المستخدمة في التشخيص هي:(A67)
- السكر التراكمي HbA1C
وهو فحص يوضح مدى قدرة تحكم الجسم بمستوى السكر في الهيموغلبين لمدة ثلاثة أشهر سابقة، ومن خلال نتائج الفحص يمكن تحديد الآتي:
- أقل من 5.6% ؛ غير مصاب بمرض السكري.
- بين 5.7% - 6.4% ؛ قابلية الإصابة بالسكري مستقبلًا.
- أعلى من 6.5% ؛ مصاب بالسكري.
- فحص سكر الدم العشوائي ( RBS- Random Blood Sugar)
ويتم بأخذ عينة دم وفحص كمية السكر فيها في أي وقت من اليوم، وأي قيمة أكبر من 200 ملليغرام/ديسيلتر تزيد احتمال الإصابة بمرض السكري.
- فحص السكر الصيامي (Fast Blood Sugar)
حيث يتم أخذ عينة دم بعد الامتناع عن تناول الطعام والشراب باستثناء الماء لمدة لا تقل عن ثماني ساعات وأي قيمة أكبر من 126 ملليغرام/ديسيلتر تشير إلى إمكانية الإصابة بمرض السكري.
- فحص تحمّل السكر (Oral glucose tolerance test)
حيث يقوم المريض بتناول جرعة جلوكوز محددة مسبقًا، ويتم قياس السكر بعد ساعتين من تناولها؛ شريطة أن تكون هذه الجرعة أول ما يتناوله المريض في يوم الفحص، وأي قيمة أكبر من 200 ملليغرام/ديسيلتر تشير إلى الإصابة بمرض السكري.
نصائح هامة لمرضى السكري
بعد تشخيصك بمرض السكري، اتّبع النصائح الآتية:
- تابع مستويات السكر في الدم يومياً : ويمكن ذلك بواسطة جهاز السكر المنزلي، ويفضل أن تجري الفحص في المختبر بين الحين والآخر ؛ فالنتائج تكون أكثر دقة، وتكشف مدى دقة الجهاز المنزلي.
- تناول الأغذية الصحية: والتي يجب أن تكون قليلة الكربوهيدرات والسكريات.
- مارس التمارين الرياضية: حيث يجب على مريض السكري ممارسة الرياضة بجدية أكثر من غيره.
- قم بزيارة طبيب العيون بشكل دوريّ، وفحص حدقة العين والشبكية.
- أعلم من هم حولك في المنزل والعمل بإصابتك بالسكري، حتى يكونوا جاهزين للتعامل مع أي حالة طارئة تصيبك.
- استمتع بحياتك، فالحياة ستستمر بشكل طبيعيّ إذا استطعت السيطرة على مرضك بنفسك، ولا تجعل المرض يشكّل قلقاً دائماً، أو مشكلات نفسية أخرى.
الوقاية من مرض السكري
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بمرض السكري، فقد تتمكن من منعه من خلال اتّباع طرق الوقاية التالية(A68):
- اتباع نظام غذائي صحّي.
- ممارسة الأنشطة البدنية.
- تقليل التعرّض للضغوط النّفسية.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- الحصول على قسط كافٍ من النّوم.
- الإقلاع عن التدخين.