الفرق بين الروماتيزم وهشاشة العظام
الروماتيزم (Rheumatoid arthritis)
واحد من الأمراض المناعية التي تصيب المفاصل في الجسم، (مفاصل الأصابع والرسغ والكاحل)، وعادةً ما تصيب المفاصل لكلا جانبي الجسم حتى لو ظهرت الأعراض أو كان الألم بجهة واحدة فقط.
هشاشة العظام (Osteoporosis)
هو نقصان كتلة نسيج العظم؛ إذ تكون نسبة العظام المتكونة أقل من نسبة نسيج العظم الذي يتم فقده وذلك لأسباب عدة، إذ يتأثر العظم بالنظام الصحي للمريض، وأنواع الأدوية التي يتناولها، بالإضافة إلى العمر؛ إذ يزداد فقدان نسيج العظم كلما زاد عمر المريض، وخاصة السيدات بعد انقطاع الدروة الشهرية؛ بحيث تقل بعد ذلك قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإستروجين (Estrogen) الذي يلعب دوراً كبيراً في الحماية ضد فقدان نسيج العظم، ويشير الأطباء أن هذه الزيادة تصبح واضحة لكلا الجنسين فوق عمر الخمسين.
وهناك بعض الحالات التي يكون فيها المريض عرضة للإصابة بالالتهاب بكليهما؛ (المفاصل و العظام) بما يسمى الفصال العظمي (osteoarthritis): إذ يتعرض المفصل الذي يحيط بعظمتين متجاورتين للتآكل مما يؤدي لاحتكاك العظمتين معًا والذي ينتج عنه آلام حادة.
إن الإصابة بهذه الالتهابات تؤدي لظهور مجموعة من الأعراض التي تتفاوت حدتها من حالة لأخرى، دعونا نذكر أبرزها:
أعراض الإصابة بالتهاب المفاصل
- ألم شديد في المفاصل قد يصاحبه احمرار.
- انتفاخ في منطقة المفاصل.
- عدم القدرة على تحريك المفصل بشكل جزئي أو كامل.
- الشعور بتيبٌّس في منطقة المفصل.
أعراض الإصابة بالتهاب العظام (هشاشة العظام):
- ألم في أسفل الظهر.
- زيادة عرضة العظام للكسر عند التعرض للإصابات الخارجية.
- قصر في القامة.
- عدم القدرة على تغيير وضعية الجسم بشكل صحيح (كالانحناء والوقوف والجلوس).
تشخيص هشاشة العظام والتهاب المفاصل
في حال شك الطبيب بوجود التهاب مفاصل والتهاب العظام، يقوم بطلب إجراء الصور الإشعاعية وبعض الفحوصات المخبرية للمريض؛ بهدف مساعدته على التشخيص بشكل دقيق، وفيما يلي أهم الفحوصات التي يطلبها طبيب العظام لتشخيص هاتين الحالتين.
الفحوصات المتعلقة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي
1- عامل الروماتيزم (Rheumatoid factor): هو عبارة عن مجموعة بروتينات يقوم الجهاز المناعي بتصنيعها عندما يصاب المريض بالتهاب المفاصل، إذ يتم عمل الفحص للتأكد ما إذا كانت هذه البروتينات تكونت في الجسم أم لا، ففي حالة تكونها في الجسم تكون النتيجة إيجابية، و بناءً على ذلك يتم معرفة كمية هذا البروتين ونسبته بوحدة قياس محددة.
2-سرعة ترسيب الدم (ESR): وهو فحص مرتبط بالكشف عن إذا كان المريض يعاني من التهاب في الجسم بشكل عام أم لا، وتعتبر سرعة ترسيب الدم مؤشراً على درجة هذا الالتهاب وسرعة تطوره في الجسم.
3-البروتين المتفاعل C-reactive protein) C): أحد الفحوصات المستخدمة في الكشف عن وجود التهاب في الجسم بشكل عام في أوقات مبكرة، وأحيانًا قبل ظهور الأعراض، وعادةً ما يستخدمه الأطباء أيضًا لمراقبة استجابة جسم المريض لعلاج معين.
4-البروتين المضاد للسيترولينات (ACCP): وهو نوع من البروتينات التي ترتفع نسبتها في الجسم حال وجود التهاب فيه، وهذا الفحص يستخدم للكشف المبكر عن الإصابة بالتهاب المفاصل، إذ تشير الدراسات أنه في حال ظهور نتيجة إيجابية لهذا الفحص يكون المريض مصابًا بالتهاب المفاصل بنسبة تصل ل90% وأكثر.
5- فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA): هو فحص يكشف عن وجود أجسام مضادة غير معتادة في الجسم نتيجة إصابته بمرض مناعي معين؛ بحيث إذا كانت النتيجة سلبية سيتم استثناء مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي من التشخيص، أما إذا كانت النتيجة إيجابية فهذا مؤشر للإصابة بمرض مناعي قد يكون التهاب المفاصل الروماتيزمي واحد منها.
6-فحص حمض اليوريك (Uric acid): والمعروف بفحص النقرس؛ إذ يعد ارتفاعه واحدًا من أسباب التهاب المفاصل، فعندما ينتج الجسم حمض اليوريك بكميات كبيرة أو لا تقوم الكلية بالتخلص من الكميات الزائدة منه بشكل طبيعي، ترتفع نسبته في الجسم، فتترسب جزيئاته في مفاصل الجسم مما يسبب آلام والتهابات حادة فيها.
الفحوصات التي تساعد على تشخيص مرض التهاب العظام
1-فيتامين دال (Vitamin D): إذ أن نقصان فيتامين دال يؤدي لنقصان امتصاص الكالسيوم في الجسم مما يؤدي لضعف عام في العظام.
2-فحص هرمون الغدة الجار درقية (PTH): حيث تساهم الغدة الجار درقية بزيادة امتصاص الكالسيوم وتقليل فقدانه في البول. وجود خلل فيها يؤثر على امتصاص الجسم للكالسيوم حتى لو كانت كمية استهلاك الكالسيوم ملائمة للجسم .
3-فحوصات متعلقة بالغدة الدرقية (TSH, T4 ): إذ أن الغدة الدرقية تساهم في الحفاظ على نسبة جيدة للكالسيوم في الدم، وبالتالي أي خلل في الغدة الدرقية سيؤدي لاختلال نسبة الكالسيوم في الدم وبذلك تزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.
4-فحص الفوسفاتيز القلوي (ALP): وهذا الأنزيم هو واحد من أنزيمات الكبد الذي يتواجد في الكبد و العظام بشكل أساسي، فإذا زادت نسبة هذا الإنزيم في الدم فإن ذلك يدل على حدوث تحلل للعظام.
5-هرمون التيستوستيرون (Testosterone): في حال نقصان هرمون التيستوستيرون عن المعدل الطبيعي عند الرجال فذلك يمكن أن يكون مؤشراً للإصابة بهشاشة العظام.
6-فحص هرمون FSH: وهو من الهرمونات الأنثوية، الذي يتأثر بشكل ملحوظ بانقطاع الدورة الشهرية للسيدات، وبالتالي التأثير على صحة عظامهن في عمر متأخر.
هل توجد طرق للوقاية من الإصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتيزمي؟
للأسف لا يمكننا أن نمنع حدوث التهاب المفاصل الروماتيزمي؛ فهو كما ذكرنا؛ مرض من الأمراض المناعية، وللآن لم يتوصل العلماء لنتيجة واضحة تبين سبب الإصابة بهذه الأمراض، إنما يمكننا التقليل من العرضة للإصابة به من خلال المحافظة على وزن صحي وخاصة لمن هم دون عمر الخامسة والخمسين، والتقليل من التدخين؛ إذ أنه في حال كانت جيناتك ترفع احتمالية الإصابة بأمراض مناعية؛ فإن التدخين يساعد على زيادة نسبة الإصابة بها بشكل كبير.
أما فيما يتعلق بالإصابة بهشاشة العظام، فعليك أن تحرص على تناول حصص كافية من الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين دال، والتعرّض لأشعة الشمس بشكل متكرر؛ لدورها في تكوين فيتامين دال، واحرص على الابتعاد عن تناول الكافيين و التدخين، واحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
ولا تتردد بزيارة الطبيب في حال شعرت بألم العظام و المفاصل وخاصة في حال كان الألم مزمن لأن التشخيص المبكر يجعلك تتفادى حدوث مضاعفات حادة لهذه الأمراض.