الهرمونات وعدم انتظام الدورة الشهرية

تقوم الهرمونات بتحفيز أجهزة الجسم وخلاياه المختلفة على أداء وظائفها، وهي مسؤولة عن التحكّم وتنظيم العمليات الرئيسية فيه، فما دورها في عدم انتظام الدورة الشهرية؟

كيف يساهم اختلال الهرمونات في عدم انتظام الدورة الشهرية؟

يحدث عدم توازن الهرمونات عندما يقوم الجسم بزيادة أو إنقاص إنتاج هرمون معيّن، ومهما كان الفرق بسيطاً ، فقد يكون تأثيره كبيراً على الجسم، ويمكن أن يعود السبب إلى كل من التغييرات الهرمونية الآتية:

• الخلل في التوازن بين هرموني الإستروجين والبروجستيرون.
• موانع الحمل الهرمونية.
• اضطرابات الغدة الدرقية.
• متلازمة تكيس المبايض، والتي ترتبط بشكل مباشر بتغيّرات هرمونية.

و يمكن أن نعزو عدم انتظام الدورة الشهرية إلى الأسباب التالية، و التي للتغيرات الهرمونية أثر مباشر عليها أيضاً:

• النقص الكبير في الوزن.
• زيادة الوزن الشديدة.
• الإفراط في ممارسة التمارين.
• الإرهاق النفسي.

ما هي أعراض اضطراب الهرمونات عند السيدات؟

تُعد متلازمة تكيس المبايض من أشهر أعراض اضطراب الهرمونات عند السيدات، إضافة إلى واحدة أو أكثر من العلامات التالية:

• عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها بالكامل.
• نزول دم غزير أو قطرات بسيطة فترة الحيض على عكس المعتاد.
• ألم الظهر أو البطن أثناء الدورة الشهرية.
• ظهور شعر في أنحاء مختلفة من الجسم مثل الوجه أو الذقن.
• ظهور حب الشباب على الوجه، أو الصدر أو منطقة أعلى الظهر.
• اسمرار لون الجلد خاصةً عند ثنايا الرقبة، وبين الفخذين، أو تحت الثدي.
• ظهور زوائد جلدية.
• جفاف المهبل.
• الشعور بالألم أثناء العلاقة الجنسية.
• الصداع المستمر.
• الأرق.
• هشاشة العظام.
• احمرار الجلد.
• التعرق الغزير أثناء الليل.

فحوصات الهرمونات النسائية المخبرية

تُجرى فحوصات الهرمونات الأنثوية المخبرية في الغالب عند ظهور أعراض تدل على:

• عدم انتظام الدورة الشهرية.
• تغيّرات أو اختلالات في صحة المرأة و الجهاز التناسلي.
• تغييرات غير مفسّرة على الوزن.
• حالات العقم.

فحص هرمون البروجسترون

يُعد هرمون البروجستيرون (Progesterone) من أهم الهرمونات الأنثوية التي تُفرز من المبيضين، وتكمن أهميته في:

• تهيئة الرحم للحمل.
• تحضير الصدر لإفراز الحليب للرضاعة.

يتغير مستوى هرمون البروجسترون في الدم مع بدء الدورة الشهرية حيث يرتفع مع اقتراب وخلال فترة الإباضة، إلا أن نسبته تكون منخفضة نسبياً قبل حدوث التبويض.

ترتفع نسبة هرمون البروجستيرون بعد إطلاق البويضة من المبيض، وتستمر بالارتفاع لعدة أيام، وفي حال عدم حدوث الحمل تنخفض هذه النسبة وتبدأ أعراض الحيض بالظهور، أمّا في حال حدوث الحمل تبقى نسبته مرتفعة.

قد يشير عدم ارتفاع وانخفاض مستوى البروجسترون بشكل شهري إلى وجود مشاكل في التبويض، أو الحيض، أو كلاهما، وقد يسبب ذلك العقم.

نقص هرمون البروجسترون

تسبب بعض الحالات الصحية انخفاض في مستوى البروجسترون، وتتضمن ما يلي:

• تسمم الدم في الحمل، أو تسمم الحمل (بالانجليزية: Preeclampsia).
• خلل في وظائف المبايض.
• انقطاع الدورة الشهرية.
• الحمل خارج الرحم.
• الإجهاض.

فحص هرمونات الأندروجين

هو مجموعة من الهرمونات الموجودة في أجسام الذكور والإناث، وتؤدي مجموعة من الوظائف، ومنها تنظيم الرغبة الجنسية. و أشكال هرمون الأندروجين التي ينتجها جسم الإنسان هي:

• هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEA): يُعد هذا الهرمون من الهرمونات الذكرية التي تُوجد بمستويات أقل عند النساء، يتم إنتاجها في قشرة الغدة الكظرية، وهو مسؤول عن إنتاج التستوستيرون إضافةً إلى تحفيز إنتاج الإستروجين من المبيضين.
• هرمون كبريتات ديهيدرو إيبي أندروستيرون(DHEA-S): يتم إنتاجها في قشرة الغدة الكظرية.
• هرمون الأندروستينون: يتم إنتاجه في الخصيتين، وقشرة الغدة الكظرية، والمبيضين لدى النساء
• هرمون التستوستيرون: وهو الهرمون الذي تفرزه الخصيتين والمسؤول عن تطوير الخصائص الجنسية الذكرية الثانوية لدى الرجال.يتم قياس مستوى التستوستيرون في الجسم عن طريق فحص دم يتم من خلاله معرفة مستوى التستوستيرون الكامل في الجسم، أو التستوستيرون الحر (الغير مرتبط ببروتينات).

يؤدي إفراز هذه الهرمونات بكميات كبيرة إلى التأثير في عملية الإباضة الطبيعية لدى المرأة. وإضافة إلى تأثير سنّ اليأس في مستوى هرمونات الأندروجين.

كما أن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض تتسبب برفع مستوى هرمون التستوستيرون، ويُصاحب ارتفاع مستوى هذه الهرمونات مجموعة من الآثار، منها:

• العقم.
• زيادة إفراز الدهون في البشرة.
• ظهور حب الشباب.
• زيادة نمو شعر الجسم.
• عدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية.

بينما يُسبب نقصان هذا الهرمون مشاكل الخصوبة، وفقدان الرغبة الجنسية.

فحص الهرمون المنبه للحوصلة (Follicle stimulating hormone-FSH)

هو هرمون يفرز من الغدة النخامية التي تقع أسفل الدماغ مباشرة ومن ثم يتم إطلاقه نحو مجرى الدم، يلعب الهرمون المنبه للحوصلة دوراً مهماً عند النساء، إذ يحفز نمو البويضات، ويساعد على التحكم في الدورة الشهرية، ويكون مستوى الهرمون المنبه للحوصلة أعلى ما يمكن قبل حدوث عملية الإباضة، وهي عملية إطلاق البويضة من المبيض.

يُجرى فحص الهرمون المنشط للحوصلة بهدف تقييم عدم انتظام الدورة الشهرية، أو تشخيص أمراض المبيضين واضطرابات الغدة النخامية، وبما يخص مستويات هذا الهرمون لدى النساء فإنّها تختلف باختلاف المرحلة من الدورة الشهرية، و يدل ارتفاع مستواه في الدم على:

• فشل وظيفة المبيض لديها.
• الدّخول في سنّ اليأس.
• الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض.
• انخفاض إنتاج البويضات ذات الجودة الجيدة.

أمّا انخفاض مستوى الهرمون فقد يدلّ على:

• المبيضان لا ينتجان عدداً كافياً من البويضات.
• وجود مشاكل في الغدّة النّخامية.
• الإصابة بأورام في الدماغ.

فحص الهرمون المنشط للجسم الأصفر (Luteinizing hormone-LH )

يتم إنتاج الهرمون المنشط للجسم الأصفر في الغدة النخامية، ويعد من الهرمونات التي ترتبط بشكلٍ وثيقٍ بعملية إطلاق البويضة الناضجة من أحد المبيضين كل شهر خلال عملية تُعرف بالإباضة.

يطلب من النساء إجراء تحليل LH في الحالات التالية:

• عدم حدوث الحمل خلال سنة كاملة من المحاولة.
• عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
• عند انقطاع الحيض، وذلك للتأكد أن المرأة قد وصلت إلى سن انقطاع الطمث.
• عند ظهور أعراض اضطراب الغدة النخامية والتي تشمل الضعف والإعياء، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن.

تحليل النتائج

1. يدل ارتفاع قراءة تحليل الهرمون المنشط للجسم الأصفر عند النساء إلى:

• الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض
• متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner Syndrome)
• ورم في الغدة النخامية.
• البلوغ المبكر.

1. يدل ارتفاع قراءة تحليل الهرمون المنشط للجسم الأصفر عند النساء إلى:

• خلل في الغدة النخامية
• سوء التغذية

فحص هرمونات الغدة الدرقية

لدى الغدة الدرقية تأثير كبير على الدورة الشهرية وذلك بسبب تأثيرها المباشر على المبايض وتفاعلها الغير مباشر مع بروتين الغلوبولين الرابط للهرمون الجنسي (Sex-hormone binding globulin).

ونتيجة لدورها المهم في صحة الجهاز التناسلي، فإن اضطرابات الغدة الدرقية قد ينتج عنها اضطرابات بالدورة الشهرية، وينبغي التنويه إلى زيادة حدة هذه الاضطرابات بزيادة شدة المرض.

تؤثر هرمونات الغدة الدرقية لدى النساء في العديد من العمليات الحيوية، بما في ذلك:

• الخصوبة.
• القدرة على الحمل.
• صحة الجنين.
• صحة المرأة العامة بعد الولادة.
• نجاح الرضاعة الطبيعية.
• صحة الرضيع بعد الولادة.

فحوصات الغدة الدرقية هي:

• يُجرى فحص الهرمون المنشط للدرقية (Thyroid stimulating hormone -TSH).
• هرمون ثلاثي يود الثيرونين (T3-Triiodothyronine).
• الثيروكسين (T4-Thyroxin).
• هرمون بيروكسيداز الغدة الدرقية (TPO) للكشف عن صحة الغدة الدرقية.

اضطرابات الغدة الدرقية وتأثيرها على عدم انتظام الدورة الشهرية

فرط نشاط الغدة الدرقية

يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية الغير مُشخص بالعديد من اضطرابات عدم انتظام الدورة الشهرية التي نذكر منها الآتي:

• تأخر الدورة الشهرية عن موعدها.
• غزارة الدورة الشهرية أقل من المعتاد.
• انخفاض أيام الدورة الشهرية، فقد تصل لأقل من 5 أيام.
• قلة الطمث، وهي حالة قد تغيب فيها الدورة الشهرية لفترة شهر أو شهرين، أو قد تأتي كل 35 - 40 يوم
• انقطاع الطمث.
• انخفاض الخصوبة.

1. قصور الغدة الدرقية

يرتبط قصور الغدة الدرقية الغير مُشخص بالعديد من اضطرابات الدورة الشهرية وهي كالآتي:

• دورة شهرية مُبكرة.
• غزارة الدورة الشهرية أكثر من المعتاد.
• زيادة فترات الدورة الشهرية.
• أيام الدورة الشهرية تزيد لتكون لأكثر من 6 أيام.
• فترات حيض مؤلمة.

فحص هرمون الإستراديول ( Estradiol)

أو ما يُعرف أيضًا باسم تحليل هرمون E2، وهو أحد أهم أشكال هرمون الإستروجين الموجودة في جسم المرأة، والذي يحافظ على صحة البويضات في المبايض، بالإضافة إلى تسهيل الحمل الصحي، وعادةً ما يتم قياسه في اليوم الثالث من الدورة الشهرية.

أما عن دواعي إجراء فحص استراديول، فهي:

• وجود نزيف مهبلي غير طبيعي.
• العقم عند النساء.
• عدم انتظام نزول الحيض
• جفاف المهبل وتهيّجه وتلفه
• انخفاض الرغبة الجنسي

يجدر الإشارة أن ارتفاع قراءة تحليل الإستراديول قد يدل على بعض الأمراض، مثل:

• ورم المبايض.
• ورم الخصيتين.
• أورام الثدي.
• تليف الكبد.
• فرط نشاط الغدة الدرقية.

وقد يدل انخفاض قراءة تحليل الإستراديول على:

• فشل المبيض.
• فشل الحمل.
• متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner Syndrome).
• انخفاض مستوى هرمونات الغدة النخامية.
• بداية سن انقطاع الطمث.