حسب دراسة نشرها المركز الوطني الأمريكي للتكنولوجيا والمعلوماتية الحيوية NCBI في مطلع عام 2021؛ فإنّ امرأة واحدة على الأقل من أصل 8 نساء تصاب بسرطان الثدي سنويّاً؛ النسبة التي تجعله أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء، و الذي يمكنكِ هزيمته بالكشف المبك
هل تعرفين ما هو سرطان الثدي ؟
في وضعها الطبيعي، تحتوي خلايا جسم الإنسان على الجينات المسؤولة عن التحكم في نمو كل خلية، وتنظيم وظائفها، و حتى إتلافها و استبدالها بخلايا جديدة أكثر صحة. إلا أنّ المشكلات تحدث..
كما هو الحال في جميع أنواع السرطانات الأخرى؛ يتشكّل سرطان الثدي جرّاء تضاعف ونمو غير طبيعي للخلايا، بصورة خارجة عن سيطرة الجسم، ليتكوّن ما يسمى بـ "الورم السرطاني".
الورم السرطاني قادر على نشر بعض من خلاياه السرطانية في الدم و السائل اللمفي؛ لتنتشر في أجزاء متفرقة من الجسم مسببةً أوراماً أخرى، وهنا تظهر أهمية كشفكِ المبكر عن سرطان الثدي، والذي يحول دون وصولكِ إلى هذه المرحلة.
7 عوامل تزيد من احتمال إصابتكِ بسرطان الثدي
هناك سبعة عوامل ذات تأثير مباشر على احتمال إصابتكِ بسرطان الثدي:
- العمر؛ تقدّمكِ في العمر بحد ذاته هو مسبب رئيسي لزيادة احتمال إصابتكِ بسرطان الثدي؛ إذ تشخّص ثلث الحالات عند السيدات اللواتي تتجاوز أعمارهنَّ السبعين عاماً.
- الجنس؛ أنتِ كأنثى أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي؛ بحيث يصاب رجل واحد من كل 1000 رجل بسرطان الثدي سنوياً، على عكس النساء؛ اللواتي تصاب واحدة من كل 8 منهنّ بسرطان الثدي سنوياًّ.
- تاريخ شخصي لإصابة سابقة بسرطان الثدي؛ إصابتكِ بالسرطان في أحد الثديين تزيد من احتمال إصابتكِ مجدداً في المستقبل، مما يجعل الفحص الدوري حاجة ماسّة بالنسبة لكِ.
- عوامل خطر نسيجية؛ ظهور خلايا غير طبيعية في نسيج الثدي خلال فحص خزعة الثدي، يؤشر إلى وجود خطورة تطور سرطان الثدي مستقبلاً.
- العوامل الجينية والتاريخ المرضي للعائلة؛ إصابة أحد أقرباءكِ من الدرجة الأولى بسرطان الثدي تزيد احتمال إصابتكِ من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، إذ تشكل سرطانات الثدي الناتجة عن طفرات جينية وراثية ما نسبته 5-10% من الحالات.
- عوامل الخطورة المرتبطة بالإنجاب؛ هناك عوامل تؤثر في صحتك الإنجابية، عن طريق زيادتها لمستويات هرمون الإستروجين لديكِ، و التي تقود مع الأسف بزيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي، ومن هذه العوامل:
- الحيض ما قبل سن الثانية عشرة.
- إنجاب أول طفل بعد سن الثلاثين.
- انقطاع الطمث ( سن الأمل) بعد سن الخامسة و الخمسين.
- تناول المصادر الخارجية للهرمونات؛ مثل الأدوية التي تزيد من نسبة هرموني الإستروجين والبروجستيرون.
كيف يتم تشخيص سرطان الثدي؟
تشخيص سرطان الثدي يعتمد على نتائج كل من:
- الفحص السريري؛ بحيث يلاحظ طبيبكِ أثناء الفحص وجود كتلة صلبة منتظمة أو غير منتظمة الشكل في منطقة الثدي.
- التصوير الإشعاعي، ومن طرق التصوير الإشعاعي المستخدمة:
- صورة الماموغرام: وهي الأكثر شيوعاً في الوقت الحالي؛ إذ أنَ معظم الحالات التي لا تعاني من أية أعراض ظاهرة تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي، يتم اكتشافها عن طريق صورة الماموغرام التي تجريها السيدات بشكل دوري.
- الأشعة فوق الصوتية؛ ولديها القدرة على الكشف عن كثافة وحجم الكتلة السرطانية، بالإضافة إلى دورها في تسهيل أخذ الخزعات من منطقة الثدي.
- الرنين المغناطيسي؛ ويتميز بقدرته على الكشف عن ظهور أنسجة غير طبيعية داخل الأنسجة الملساء، ومن ضمنها النسيج المكوِّن للثدي.
- الخزعات.
- الفحوصات المخبرية.
و يتم تحديد المرحلة التي وصل إليها سرطان الثدي عن طريق تحديد المدى الذي وصلت إليه الخلايا السرطانية عبر الأنسجة المحيطة بنسيج الورم الأصلي، ويتم وصف الحالة عن طريق إعطائها درجة من صفر إلى أربعة؛ بحيث يمثل الرقم 0 الورم الذي لم ينتقل للأنسجة المحيطة بالورم الأصلي. في حين يمثل الرقم 4 الورم الذي انتشر بالفعل لأعضاء الجسم الأخرى.
الفحوصات المخبرية المتعلقة بسرطان الثدي
هناك العديد من الفحوصات المخبرية التي يتم إجراؤها لتشخيص سرطان الثدي ومتابعته، منها:
- فحوصات علامات الأورام في الدم Blood Tumor Markers:
لكل ورم سرطاني بروتينات خاصة به يطلقها في الدم؛ و تقوم فحوصات السرطانات على قياس هذه البروتينات لتشخيص السرطان و تحديد نوعه، و الكشف في حال انتقاله إلى مناطق أخرى في الجسم، ومن هذه البروتينات:
- CA 15.3 : المرتبط بكل من سرطاني الثدي والمبايض.
- CA 27.29: وجوده قد يدل على الإصابة بسرطان الثدي.
- CA125: متعلق بسرطان المبيضين، و الإصاة المتكررة به أو الإصابة بسرطان الثدي.
- CEA - carcinoembryonic antigen: ويشير إلى وجود أورام في القولون أو الرئة أو الكبد، ويتم قياسه للكشف عن انتشار سرطان الثدي إلى أحد تلك الأعضاء.
- فحص الخلايا السرطانية في الدم Circulating Tumor Cells - CTC:
تقوم البعض من الخلايا السرطانية بالانتقال من الورم الرئيسي إلى الدم، لتسير مع تدفق الدم إلى أعضاء الجسم الأخرى. ارتفاع تعداد هذه الخلايا السرطانية في الدم يشير إلى تطور الورم الأصلي؛ ومن هنا تظهر أهمية هذا الفحص في السيطرة على تطور سرطان الثدي.
- الفحوصات الجينية Genetics Tests:
وهي فحوصات مخبرية تقوم على دراسة المادة الوراثية واحتوائها على جينات تزيد من فرصة الإصابة بالأمراض المختلفة، ومنها سرطان الثدي، ولعلّ أهم الجينات التي يتم فحصها بهذا الشأن هي: BRCA1 و BRCA2 و PALB2.
كيف أحمي نفسي من الإصابة بسرطان الثدي؟
على الرغم من أنكِ لا تستطيعين السيطرة على كل من العوامل الجينية وتاريخ عائلتكِ المرضي، أو عمركِ، أو جنسكِ، أو حتى العوامل البيئية لمحيطة بكِ. إلّا أنّ هذا لا يدعو إطلاقاً إلى فقدانكِ للأمل، و لا يمنعكِ من اتخاذ إجراءات حقيقية، تحد من خطر سرطان الثدي عليكِ.
فكما ذكرنا سابقاً، فإنَّ 5-10% فقط من الحالات لديها تاريخ عائلي للإصابة، و عن طريق كل من هذه الخطوات:
- إقلاعكِ عن التدخين في حال كنتِ مدخّنة.
- حفاظكِ على الوزن الطبيعي بالنسبة إلى طولك، و الذي يمكنك قياسه من خلال حاسبة مؤشر كتلة الجسم.
- تجنّبِكِ للأدوية البديلة للهرمونات الطبيعية.
- ومتابعتكِ لصحة الثدي عن طريق الفحوصات الدورية.
فإنّكِ تجعلين الوقاية من سرطان الثدي، و حتى علاجه، أمراً ممكنناً و ناجحاً، فالكشف المبكر كفيل بحمايتكٍ من تضاعف حجم الورم السرطاني، و التخلّص منه في مرحلة مبكرة.